ثقافة الممثل التونسي المقيم بفرنسا مجد مستورة يطلق صرخة ضد "الفيزا"
انتفض الممثل التونسي المقيم بفرنسا مجد مستورة، والذي حاز مؤخرا جائزة الدب الفضي لأفضل ممثل في مهرجان برلين السينمائي، انتفض ضد اجراءات "الفيزا" متسائلا في نفس الوقت عن معاني الحرية والمساواة في "مكاكن متوحشّة تحت الدّول وتحت النّظام العالمي".
وهذا ما جاء في نص نشره على صفحته الخاصة على موقع الفايسبوك:
"عندي عام نعيش في فرانسا وما عنديش مشاكل، فرحان وعاجبتني العيشة. أما فمّا حكاية برجولية لتو لا دخلتلي لمخّي... حكاية الفيزا. تعيش حياتك بصفة عاديّة، تعمل صحاب، تغطس في جو قرايتك، نسافر مع الفيلم متاعي، ما تحسّ فمّا حتّى فرق بينك وبين الفرانسيس ولاّ الأروبيين، وتاخذ الفورمة إنت هكّاك... وشطرطاف! عندك بطاقة إقامة بش توفى، لازمك تلمّلها وراقها، وفي الشّهرين الأخرانين متاعها ما تنجّمش تكري وساعات ما تنجّمش تخدم ومنهم مرّة ما نجّمتش نشري تليفون بالتّقسيط قال شنوة لازم البطاقة متاعك فيها عالأقلّ عام و ساعات أكثر.
مشيت الأيامات إلّي فاتوا لمهرجان في بلجيكيا، بلجيكيا تقول عليها ضاحية من ضواحي باريس، ساعة بالتران، عدّيت جمعة تفتّق في مهرجان و في ورشة ممثّلين شبّان من بلدان مختلفة و درنا في تلاثة مدن قدّمنا الفيلم وعباد فرحانة بينا وحاطّتنا فوق ريوسها، أما في المرواح ووقت وصلت لباريس وطلب منّي الدّيواني بطاقة هويّة قلبي طاح خاطر مالأوّل ما لقيتش الrécépissé (إلّي هو التّوصيل إلّي يعوّض وقتيّا بطاقة إقامة في إنتظار يحضّرولك البطاقة الجديدة) وخاطر في حالة الاستنفار إلّي هوما فيها، يشدّوني على أنّي حارق وبرّا عاد التّمزبيل حتّى يتأكّدوا أنّو وضعيّتي قانونية.
إلّي موش داخلّي مخّي من أوّل مرّة خذيت فيزا ووقتها عمري 16 سنة ومشيت نقرى في أمريكا، متاعاش لازمني نثبت أنّي إنسان "مؤهّل" بش ندخل للتّراب متاعك؟ و الشّي ماشي و يزيد، دوسي الفيزا أصعب مالالتحاق بالأكاديمية العسكرية، والسّرقة متاع كلفة الدّوسي، والهزّان والحطّان وتمزبيل السّفارات...
نحبّ نفهم شمعنتها ولدك يدخل لداري من غير حتّى ما يدقّ الباب و أنا ولدي حتّى بش يدخل يعمل دورة ويروّح لازم جمعتين تحضير وراق و ستراس تقول كلّ مرّة امتحان؟ شمعنتها الدّول الغنيّة، إلّي هي غنيّة في جزء كبير على ظهر الدّول الفقيرة كيما إلّي ننتميلها أنا، تعمل Club VIP وتسكّر عليه روحها و نحسّ روحي عاملين عليّا مزيّة خاطر خلاّوني ندخل؟ كيفاش ننجّم نحقّق الإنسانية متاعي كاملة و أنا قايم بواجباتي المُواطنية و الدّراسية لكلّ أما ديما حاسس وجودي مرهون بجرّة قلم؟ ننجّم نهار يتجلطم عليّا واحد سكران ونضربو في دفاع عالنّفس نلقى روحي expulsé.
هذا لكلّ نحكي فيه وأنا نسأل في روحي شمعناها الحرّية؟ شمعناها المساواة؟ ما يكفيش أنّك تكون حرّ في مخّك، ما يكفيش أنّك تكون "مواطن صالح"، ما يكفيش أنّك تكون عندك موهبة ولاّ "statut" متاع فنّان بش تحقّق الحرّية متاعك، والحيوط بش تضربك في تونس، في فرانسا ولاّ حتّى في المرّيخ، الفرق في عرض الزنزانة زوز ميترو ولاّ عشرين أما تطلع تهبط راسك بش يسطع في حيط.
نعيشو في وسط مكاكن متوحشّة تحت الدّول وتحت النّظام العالمي. كي تضرب الرّكايب في بعضها، تعرف في إلّي بلادك ما يسوى كان إلّي عندو الكعب، و قدّام الدّول الأخرى، بما أنّو دولتك ما عندهاش الكعب هي بيدها ما تسوى شي، و هكذا دواليك حتّى في الدّول الأقوى، سلسلة لا متناهية مالإستغلال و العنف الرّمزي و المادّي.
في وسط هذا الكلّ، ومن غير حتّى عدمية، عايشين في عالم خرائي برشا، موش "خرائي" إلّي نقولوها بالتفدليك، لا لا خرائي متاع حاجة تدوّر الخلايق، و ما يقعد فمّا معنى لإنسانية الإنسان كان بالمقاومة، مقاومة شنوّة و كيفاش و باش بش يبدى ما نعرفش على أمّو، كلّ واحد يلوّج شنيّة مشكلتو في الدّنيا و شكون العدوّ متاعو و يشمّر على ذراعو، و مانيش مالمؤمنين أنّو ديما المقاومة بش توصّل لنتيجة و أنّو "قوى الخير" بش تنتصر كيما في الخرافات الثّورية، أما يظهرلي ما تنجّم تقعد إنسان اليوم كان بصحّة الرّاس ضدّ أيّ حاجة تحاول تنزعلك إنسانيّتك.
و كيما يقول الأبنودي
"انا ثورة وسبنالكو الدولة
بتقولي لا قوة ولا حولَ؟
اهو لينا شرف المحاولة".